نموذج قصة نجاح:
انتاج البطاطا التصنيعية:
يعد التوجه نحو إنتاج البطاطا التصنيعية رائداً لعدة أسباب لا تنحصر بتزايد الطلب المحلي على هذا المنتج وحسب، حيث أن زراعة الأصناف الجديدة تتيح للمزارع الحصول على عائد أفضل وتعالج الاختناقات التسويقية في محاصيل تقليدية أخرى، وتوفر منتجاً ذا جودة عالية، كما تخفض الاعتماد على الاستيراد.
تمتلك عائلة أحمد رمان عدة مطاعم تقدم الوجبات السريعة في العاصمة عمان ومحافظة الزرقاء، وقد بدأت الحكاية مع إنتاج البطاطا التصنيعية حين قررت الإدارة تحسين الطعم والجودة بالاستغناء عن البطاطا المجمدة وتوفير البطاطا الطازجة مع كافة الوجبات، فوجد أحمد صعوبة في توفير المنتج في الوقت والكمية المناسبين، واضطر إلى الانخرط في سلسلة تزويد البطاطا الطازجة لمطاعم الوجبات السريعة فبدأ بتأمين المنتج الطازج ومن ثم انتقل إلى تحضيره بالطريقة التي تناسب الطلب، ومن ثم بدأ بتوزيعه على مطاعم العائلة وحتى أصبح يزود الكثير من مطاعم الوجبات السريعة في مختلف محافظات المملكة.
يقول أحمد بأن معظم زبائنهم ترفض اليوم الحصول على وجبة دون أن تتناول البطاطا الطازجة، فهم يعرفون تماماً الفرق في الطعم بينها وبين تلك المحفوظة في التجميد منذ شهور، وفي ذات الوقت يصعب على المطاعم تأمين كميات البطاطا التي يستهلكها الزبائن طوال العام دون اللجوء إلى استخدام البطاطا المجمدة، وهو ما خلق أمامه تحدٍ وأتاح له فرصة في ذات الوقت للدخول في الإستثمار في القطاع الزراعي.
يقول أحمد بأن البطاطا التصنيعية المنتجة محلياً لا تشكّل خمس كميات الاستهلاك فيما يغطي الاستيراد مجمل الطلب، إلا أن تميز البطاطا الطازجة بالطعم دفعه للبحث عن أصناف ملائمة للزراعة في البيئات الأردنية، والتعاون مع شركات توريد التقاوي، حتى وصل إلى أفضل الأوقات وأعلى معدلات إنتاج في وحدة المساحة، ومن ثم انتقاله إلى مرحلة إقناع عدد من المزارعين للتحول نحو زراعة البطاطا التصنيعية وابرم العقود لتزويده بالمنتج الذي يعمل على تجهيزه وتوزيعه يومياً على العديد من المطاعم.
يسعى أحمد لتوسيع إنتاجه والتعاون مع عدد أكبر من المزارعين في مختلف المناطق الزراعية في المرحلة القادمة، ويعمل على تطوير الممارسات الزراعية والتصنيعية في إنتاج وتجهيز البطاطا، حيث نجح في مكننة عمليات الزراعة والخدمة، وشرع في تطوير حصادة للبطاطا تناسب المحصول وطبيعة التربة، وهو بصدد اعتماد طريقة مبتكرة لحفظ المنتج الطازج بعد التجهيز لمدة أسبوعين دون اضافة أية مواد حافظة.
لم تكن الطريق سهلة وقد بدأ أحمد العمل قبل قرابة عشرين عاماً للوصول إلى الأصناف الملائمة والعمليات المناسبة والإنتاج عالي الجودة، وبعد العديد من التجارب في الحقل وصل إلى المعرفة التي مكنته من إنتاج ما يحتاجه وفق المعايير التصنيعية التي يريد. فيما تزال الطريق طويلة لتلبية الطلب المحلي المتزايد، مع ضرورة مراعاة شروط الإنتاج السليم والمستدام ومواكبة المستجدات.
وكما يقول أحمد: إن إنتاج محصول البطاطا التصنيعية عمل مشترك يعود بالنفع على المزارع وعلى محطات التجهيز وعلى الموزعين وأصحاب المطاعم السريعة والمستهلكين، وهو أمر يحتاج إلى تراكم المعرفة وإلى بناء جسور الثقة
مواقع ذات صلة:
